يعتقد الكثيرين من المبتدأين ان الاستثمار يحتاج الى كثير من تراكم الخبرات حتى تحقق عوائد من سوق الاوراق المالية , بالاضافة الى الكثير من الاموال حتى يكون هذا النجاح مستدام الا أن فى حقيقة الامر اثبت الدراسات ان المستثمر الساكن خاصة فى السوق الامريكى متوسط العائد الذى يحصل عليه من تتبع مؤشر السوق أعلى من متوسط عائد الذى يحصل عليه المستثمر النشط , فى هذة المقالة سنتناول الفرق بين الاسلوبين فى الاستثمار مع أيضاح نقاط قوة وضعف كلا منهم .
-
الخلاف بين المستثمر النشط و المستثمر الساكن
خلال فترة 2020 شهد أحد اشهر صناديق الاستثمار فى السوق الامريكى Ark Invest وهو صندوق يعتمد على اختيار اسهم معبر عن فكر الاستثمار النشط طفرة فى النمو فى ظل السوق الصاعد الذى بداء مارس 2020 ليصل الى قمة اداءه فى 8 فبراير 2021 الى 206% ربح فى حين حقق المؤشر العام Nadq 100 أرباح تصل الى 58.15% وهو متوسط العائد المتوقع من الاستثمار الساكن . خلال هذة الفترة من الواضح ان تفوق المستثمر النشط بفارق يقارب 150% الا ان مع هبوط الاسواق نلاحظ عدم قدرة صندوق Ark Invest بالحفاظ على ارباحه ونموها ليحقق خسائر تصل الى 24.36% بالمقارنة مع متوسط السوق الذى مازال محافظ على جزء من ارباحه فى نطاق 42.67%.
من هذا المثال يتضح الاشكالية بين وجهتين النظر فالمستثمر النشط يدعى بقدرته على تحقيق ربح أعلى من متوسط السوق فى حين يراه المستثمر الساكن انه قد احيانا يحقق ذلك ولكنه غير قادر على المدى الطويل تحقيق هذا الامر بصورة مستثمرة وبالتالى لن يحقق اعلى من متوسط السوق على المدى الطويل .
-
المستثمر النشط
المستثمر النشط هو مستثمر يتابع الاسواق بصفة مستمرة يحاول ان يختار الاسهم التى يتستثمر بها بعناية فائقة سواء طبقا لفكر استثمار القيمة او النمو بجانب محاولة توقيت السوق عند التداول , يقيم المستثمر النشط اداءه بمتوسط اداءه المؤشر العام فى قياس درجة نجاحه فاذا كان اداءه احسن من متوسط السوق كان اداءه جيد اما اذا كان اقل يعنى ذلك فشله فى الادارة.
لا يقتصر دور المستثمر النشط على الاستثمار فقط بل فى بعض الاوقات قد يتوجه الى البيع على المكسوف فى حالة توقع انخفاض السوق او التحوط عن طريق عقود الخيارات بل قد يتوجه الى عمليات مضاربة يومية الامر الذى يرفع درجة المخاطرة لكن ايضا يرفع العوائد المرجح تحقيقها ,
-
المستثمر الساكن
فى الجهة المقابلة نجد المستثمر الساكن هو مستثمر يؤمن بمبدأ فاعلية السوق و أن حركة الاسعار فى النهاية ستقيم الاصول بقيمتها العادلة لذلك يهدف فى استراتيجية تداوله الى محاكاة اداء السوق عن طريق شراء صناديق المؤاشرات المتداولة التى قد تحاكى السوق ككل او أحد قطاعته , يعتمد فى كثير من الاوقات على أستراتيجية المتوسط الدولارى بالشراء بشكل دورى لتحفيف حدة تقلب الاسعار , درجة نجاحه تعتمد على تحقيق متوسط عائد قريب او يساوى متوسط السوق العام .
من الصعب أيجاد اجابة حاسمة عن الافضل المستثمر النشط أم المتستثمر الساكن , فكما هناك معظم صناديق الاستثمار لا تستطيع تاريخيا تحقيق عائد اكبر من متوسط السوق الامريكى , تاريخيا أيضا هناك من استطاع تحقيق اداءه افضل وعلى راسهم المستثمر الكبير وارن بافت.
فى نهاية الامر لا يجب عليك كمستثمر أن تكون متحيز الي وجهه نظر , بل عليك ان تستخدم ما يناسبك و يحقق لك الربح , الاستثمار النشط يحتاج الى تراكم خبرات وفهم بالاسواق المالية لذلك يلجاء الكثيرين فى بداية الامر البداية بفكر المستثمر الساكن بعض دراسة الاداءه التاريخى لمؤشر السوق و تحديد التوجه و الاستراتيجية الانسب له و مع الوقت عندما يحققوه بعض من العوائد نتيجة الاستثمار الساكن يتجهون بها فى عملية استثمار نشط فى محاولة منهم لتعظيم تلك العوائد دون المخاطرة على الاصل المالى , هذا التوجه يعتبر أفضل بالتوجه المباشر بأصل المال فى عمليات استثمار نشط خاصة من قبل المبتدئين والذى غالبا لا تكون عواقبه حميدة .