أسواق المال واحدة أهم الأسواق المالية في العالم ، نظرا لما توفره من فرص للاستثمار للأفراد و الشركات كأصول له القدرة على توليد الارباح . و لكن يتطلب الاستثمار في أسواق المال معرفة جيدة بأساليب الاستثمار بالاضافة الى بعض النقاط المهمة الاخرى التى يجب وضعها فى الاعتبار ، و في هذه المقالة سنتناول طرق الاستثمار في أسواق المال وبعض النقاط الرئيسية فى ادارة الاصول يجب مراعتها عند الاستثمار .
الاستثمار في أسواق المال:
تشمل طرق الاستثمار في أسواق المال مجموعة من الأدوات المالية، مثل الأسهم والسندات و العقود الآجلة و عقود الخيارات بالضافة الى الصكوك و الصناديق المتداولة و العقارات المتداولة, على الرغم من تنوع الادوات الاستثمارية و تختلف في مستوى المخاطرة و العوائد التي يمكن تحقيقها الا ان يمكن حصر طرق الاستثمار فى طرقتين رئيسية.
-
طرق الاستثمار في أسواق المال:
- أستثمار القيمة : يعتمد هذا النهج على البحث عن الشركات التي تتداول بأسعار أقل من قيمتها الحقيقية، و مبدأ الشراء يكون مبنى على حالة من التفائل بعودة الاصل المالى الى قيمته العادلة على أقل تقدير , هذا النوع من الاستراتيجيات يعتمد فى بحثه على أيجاد شركة جيدة فى ظروف سوق سيئة , او البحث عن شركة مالية لديها عوامل ضعف الا ان المستثمر يظن بان الادارة او ان التغير القريب فى ظروف السوق ستساعد الشركة فى تجاوز ازمتها و النمو فى المستقبل .
- أستثمار النمو : يعتمد هذا النهج على البحث عن الشركات التي تنمو بسرعة وتتوسع حصتها السوقية ، و الاستثمار في هذا النوع من الاصول يكون مبني على توقع تحقيق معدل عوائد عالية في المستقبل مما يجعل المستثمر متحمس لشراءها حتى و لو بأعلى من قيمتها الحالية لان القيمة فى المستقبل القريب ستكون أعلى .
كلا من الطريقين يعتمد على زاوية رؤية فى عملية تقيم الاصل فأستثمار القيمة يعتمد على ان قيمة الاصل الحالية اقل من قيمته التى يستحقا فى الوقت الحالى و لكن المخاطرة تكمن بأن هذا الخطر يرجع الى عوامل جوهرية مثل تحقيق للشركة خسائر متتالية او فشل تطوير منتج او نتيجة اشاعات و سوء ادارة هنا المستثمر الجديد يشترى شئ قد لا يعاد تقيمة بسعره العادل فى وقت قريب ما يعتقد احيانا ,اما فى حالة استثمار النمو فى الاستثمار يعتمد على الشراء فى حالة تفائل لان نتائج الشركة قوية و وضعها المالى مناسب بل هناك تواتر توقعات بان الشركة ستحقق ارباح اعلى فى المستقبل لكن المخاطرة هنا ان هذا التوقع يعتمد على عوامل احتمالية قد تحدث او لا تحدث نتيجة تغير ظروف البيئة الخاريجية من تشريعات او قوانين او حتى ظهور منافس جديد فى القطاع , هنا تلعب ادارة الاستثمارات دور هام فى التخفيف من حدة تلك المخاطر سواء فى استثمار القيمة او استثمار النمو .
-
نقاط هامة يجب مراعاتها عند الاستثمار
- تنويع المحفظة الاستثمارية : تعتبر تنويع الاستثمارات بين الأصول المختلفة أمر رئيسى لتحفيف حدة المخاطرة فمن الحكمة عدم وضع البيض كله فى سلة واحدة ، طالما لم يكن هناك يقين من حدوث التوقع من ارتفاع او بانخفاض اصل مالى و بدرجة الجهل بجودة الاصل المالى تزداد درجة التنويع فاذا كان هناك تخوف من شراء اصل واحد يمكن ان تشتري مؤشر القطاع او حتى مؤشر السوق , لكن كما ان هذا الامر يقلل من درجة المخاطرة فهو ايضا يرفع من أحتمالية انخفاض العائد اذا كانت المخاطرة على اصل مالى واحد , ووظيفتك كمدير مخاطر لمحفظتك الاستثمارية هو أيجاد نقطة التوازن المناسبة لقدرتك على تحمل عواقب تلك المخاطر المالية اذا حدثت , و التنويع لا يقتصر على التركيز فقط على سوق الاسهم بل يعني الاستثمار في الأصول المختلفة، مثل السندات والعقارات والسلع، فإن تحركات السوق المفاجئة سوف تؤثر على جزء من محفظتك فقط، بدلاً من تأثير الكامل.
- تحديد المخاطر المالية: يعتمد تحديد المخاطر على عدة عوامل مثل السن و مصادر الدخل تلك العوامل تختلف من شخص لأخر الا ان يجب على المستثمر فى جميع الاحوال تحديد الوزن النسبى وحصة كل اصل من الاصول حسب درجة المخاطر , فالتنويع فقط غير كافى .
- تعلم التحوط : فى بعض الاوقات تكون درجة المخاطر مرتفعة فى الاسواق نتيجة ظروف اقتصادية او سياسية , هنا تلعب المشتقات المالية دور هام فى تخفيف درجة المخاطر المالية , فعلى سبيل المثال يمكن التحوط من احتمالية انخفاض اسهمك عن طريق عقود الخيارات او بيع الاصول عن طريق عقود الفروقات , وفى بعض الاوقات يتم التحوط عن شراء اصول مالية تستفيد من الازمات مثل شراء عقود مستقبلية للسلع او العملات , فتعلم التحوط عن طريق المشتقات المالية امر ضروري لكل مستثمر طويل و متوسط الاجل .
- البحث والتحليل: يجب إجراء البحث والتحليل بعناية قبل اتخاذ القرارات الاستثمارية، حيث يمكن الحصول على معلومات دقيقة ومفيدة حول الشركات والأسواق المالية المختلفة, فطبيعة التحركات فى الاسواق الناشئة تختلف عن تحركات الاسواق المتقدمة بالاضافة الى ان كل قطاع يتاثر بشكل مختلف من الظروف العامة للسوق حسب موضع هذا القطاع من الدورة الاقتصادية .
- الاستقرار النفسي: يجب الحفاظ على استقرار النفس وعدم الاندفاع وراء العواطف والمشاعر السلبية، مثل الخوف و القلق و الجشع ، حيث يمكن أن يؤدي ذلك إلى اتخاذ قرارات استثمارية خاطئة , تذكر دائما عدم التخطيط هو تخطيط للفشل , ولا تنسى ان التسعير الخاطئ للاصول يكون نتيجة حالة الخوف او الطمع التى يقع فيها المستثمرين , لذلك يجب فى البداية ان تكون هناك خطة موضوع و صبر فى تنفيذها والالتزام بها , يتطلب الاستثمار في أسواق المال صبرًا كبير، حيث يمكن أن يستغرق الوقت قبل أن تحقق الاستثمارات العوائد المتوقعة. لذلك يجب تحديد الأهداف بشكل واضح والالتزام بها على المدى الطويل.
بشكل عام، يجب على المستثمرين في أسواق المال أن يكونوا مستعدين للمخاطرة والصبر والالتزام بالأهداف المحددة وتنويع الاستثمارات، بالإضافة إلى الحفاظ على الاستقرار النفسي والاستمرار في التعلم والتحليل , يمكن تحقيق النجاح للمستثمرين في أسواق المال طالما تجنب الوقوع فى الاخطاء الغير ضرورية والصبر و التزامت بخطة الاستثمار مع مراعاة التغيرات فى البيئة الخارجية التى تؤثر على اداء الاعمال .
-
عوامل يمكن أن تؤثر على الاستثمار
الأحداث الاقتصادية الكبرى: مثل الركود الاقتصادي أو الانكماش الاقتصادي، والتي يمكن أن تؤثر على الأسواق المالية. على سبيل المثال، يمكن أن يؤدي الركود إلى انخفاض الأرباح والإيرادات للشركات، مما يؤدي إلى تراجع قيمة الأسهم.
- التغيرات في السياسة النقدية: يمكن أن تؤثر التغيرات في سياسات البنوك المركزية على أسواق الأسهم والسندات والعملات. على سبيل المثال، يمكن أن يؤدي تخفيض أسعار الفائدة إلى زيادة في الإقبال على الاستثمارات ذات العوائد العالية، مثل الأسهم، في حين يمكن أن يؤدي رفع أسعار الفائدة إلى تحريك رأس المال إلى الاستثمارات ذات العوائد الثابتة، مثل السندات , لكن يجب الوضع فى عين الاعتبار طبيعة العملة التى يتم تقيم الاسهم على أساسها بالاضافة الى التوجه المستقبلى للسياسة النقدية .
- الأحداث الجيوسياسية: مثل الحروب والصراعات السياسية والتجارية، والتي يمكن أن تؤثر على الأسواق المالية والعملات , فمن الشائع عند حدوث توتر جيوسياسي ترتفع أسعار النفط والذهب، في حين يمكن أن يؤدي التوتر التجاري إلى تقليل الأرباح و الإيرادات للشركات المعنية بالتجارة الدولية نتيجة تأثر تلك الشركة بسلاسل الامداد والتوريد العالمية .
- التقلبات في الأسواق العالمية: فى العادة تتاثر سوق الاسهم للاسواق الناشئة بأداء سوق المال العالمي ، فحدوث أنهيار فى القطاع المصرفى فى ازمة الرهن العقارى 2008 لم يتقتصر تأثيره فقط على السوق الامريكى بل كان له واقع شديد على الاسواق المتقدمة و الناشئة فى جميع انحاء العالم
- التطورات التكنولوجية : يمكن أن تؤثر التطورات التكنولوجية على دورة حياة الشركات المدرجة فى الاسواق المالية فظهور تقنية جديدة قد تحكم بموت صناعة كاملة او تقلص الحصة السوقية لها نتيجة فقدان الميزة التنافسي , وهنا العديد من الشواهد التاريخية على اثر التطور التكنولوجي على اسواق المال فى صورة مباشرة على اداءه من سرعة التنفيذ و التسعير او على الشركات المدرجة فى الاسواق المالية واثر التغير التكنولوجي علي اعمالها .
يجب ملاحظة أن هذه الأحداث ليست شاملة، وأن هناك العديد من العوامل الأخرى التي يمكن أن تؤثر على الأسواق المالية، وينبغي على المستثمرين أن يكونوا على دراية بالعوامل الأساسية والتطورات الحالية والتوجهات السائدة في الأسواق المالية لاتخاذ القرارات المستنيرة بشأن الاستثمار.